الحب حتى الموت

طوبى لمن له شريك في الحياة! لأن الحياة تكون أجمل عندما يتقاسمها اثنان بغض النظر عن الخلافات الطبيعية بين الرجال والنساء. ولكن كيف تكلل أولى خطوات اختيار شريك الحياة بالنجاح؟ ما هي الآليات التي تحدث هنا منذ قديم الزمان؟ وما الذى يختلط بمشاكل حياة الرفاهية في العصر الحديث؟

وأول سؤال يطرح نفسه هنا هو: ما الذي يجعلني أبحث عن شريك للحياة ؟ ويتعلق بهذا التساؤل ما إذا كان يجب عليّ الذهاب إلى مقهى محطة السكة الحديد للبحث والقنص أم إلى مكتبة الإعارة الخارجية في البلدة. وهل يتعلق الموضوع بنزوة عابرة أم هو الرغبة الجادة في البحث عن "فتاة الأحلام" التي سأقضي معها بقية حياتي بغض النظر عن شكلها. كما يجب أن تكون الأماكن التي أذهب إليها ونوع التزاوج مناسبان لرغباتي بحيث لا يؤول بنا المطاف إلى تبادل النظرات الغريبة والعبوس أو حتى الصفعات. أما المتخوفون فليستمعوا للنصيحة التالية: يزدحم الإنترنت ببورصات التعارف شبه الجادة بل وغير الجادة إطلاقا نرى فيها عبارات مثل " ملاك صغير يبحث عن راع" و " مكان اللقاء فينسترفالد(أو الغابة المظلمة) على الطريق السريع" – كما تتيح إمكانية عدم الإعلان عن الهوية الفرصة للعبث الحقيقي فى فوضى البحث عن شركاء الحياة.

وثانيا يجب أن يتم تحديد نوع الشريك الجاري البحث عنه: هل هو شيخ أم شاب، شاذ أم طبيعي، سمين أم رفيع، غني أم فقير. ويمكن إكمال هذه القائمة وفقا للرغبات والأهواء الشخصية. ومما يلفت النظر أن الطراز التالي من الرجال يبدو أنه مطلوب جدا: السن: أقل من ثلاثين عاما، صاحب شركة صغيرة (لديه سيارة بورشي)، يرتدي أزياء من تصميم بيت الأزياء العالمي أرماني، جسمه رياضي، واثق من نفسه بأقصي درجة ومعه بطاقة لكبار مرتادى ديسكو النبلاء. أما الصديقة المثالية بالنسبة له فهي في منتصف العشرينات، طالبة حقوق ( حاصلة على الثانوية العامة بمتوسط يبلغ على الأقل 1.7)، تتحدث خمس لغات أجنبية، ترتدي ملابس مثيرة ولاتتسم بالملل في المنزل.

أي أن نظرية الإناء والغطاء القديمة مازالت سارية المفعول، وإذا كانت النتيجة هي وفرة من أوان الطبخ الصغيرة أو تلقى ضربة علي الرأس فذلك ما ستسفر عنه الأيام. لكن اختيار شريك الحياة سيظل في جميع صوره موضوعا ساخنا لأن الحياة علي كوكب الأرض ستكون فارغة ومملة بدونه.
فهيا إلى مقهي المحطة حيث لا زال الحب الحقيقي قائما.

مشكور يا معاوية على القصيدة الحلوة كتير

مشكور يا معاوية على القصيدة الحلوة كتير